أخيراً نضع اللبنة الأخيرة في نعش هذه الخرافة بإثبات ثبات الشيخين رضي الله عنهما مع الرسول صلوات الله و سلامه عليه يوم أحد و يوم حنين أيضاً بأسانيد صحيحة
ثبات أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما يوم أحد :
ثم إن أبا سفيان بن حرب حين أراد الانصراف أشرف على الجبل ثم صرخ بأعلى صوته فقال أنعمت فعال, إن الحرب سِجال, يومٌ بيوم بدر, أعل هُبل, أي : أظهر دينك, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قم يا عمر فأجبه فقال : الله أعلى وأجل, لا سواءٌ, قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار, فلما أجاب عمر أبا سفيان قال له أبا سفيان : هلم إلي يا عمر, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر : ائته فانظر ما شأنه, فجاءه فقال له أبو سفيان أنشدك الله يا عمر أقتلنا محمداً ؟! فقال عمر : اللهم لا وإنه ليسمع كلامك الآن, فقال أبو سفيان : أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر, لقول ابن قئمة لهم : إني قد قتلتُ محمداً .. أخرجه البخاري في صحيحه (( 6 / 271 – 272 )) كتاب الجهاد والسير (( 56 )) باب (( 161 )) حديث رقم (( 3034 )) ورقم (( 3986 )) كتاب المغازي باب غزوة أحد (( 4043 )) وكتاب التفسير باب ّ والرسول يدعوكم في أخركم ّ رقم (( 4561)) مختصراً, وأبو داود (( 3 / 51 , 52 )) كتاب الجهاد باب في الكمناء (( 2662 )) مختصراً, والإمام أحمد (( 4 / 293 )) والنسائي في الكبرى (( 6 / 315 316 )) كتاب التفسير باب قوله تعالى (( وَالرَسُولُ يَدعُوكُم فِي أُخرَاكمُ )) (( 11079 )) والطبري في تاريخه (( 2 / 507, 508, 526, 527 )) وفي تفسيره (( 4 / 82 )) وابن سعد في الطبقـات (( 2 / 36 , 37 )) والطيالسي (( 725 )) وأبو نعيم في الحلية (( 1 / 38, 39 )) والبيهقي في الدلائل (( 3 / 267, 278 )) والبغوي في شرح السنة (( 5 / 583, 584 )) (( 2699 )) وسعيد بن منصور في سننه (( 2853 )) ووو ..
وقال ابن إسحاق : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا, فقاتل عمر بن الخطاب ورهطٌ معه من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل .. السيرة لأبن هشام (( 3 / 41 )) وابن كثير في البداية والنهاية والطبري في تفسيره لآية (( فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم )) ..
وكان أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهزيمة وقول الناس قُتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر ابن شهاب الزهري كعب بن مالك, قال عرفت عينيه الشريفتين تزهران , أي تُضيئان , من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي : يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنصت, فلما عرف المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم نهضوا به ونهض معهم نحو الشعب, ومعه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضوان الله تعالى عليهم جميعاً والحرث بن الصمت ورهطٌ من المسلمين .. سيرة ابن هشام (( 3 / 38 ))
وروى البخاري عن محمد بن بشار حدثنا يحيى عن سعيد عن قتادة : أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم : أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا، وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: ( اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق، وشهيدان ) .. البخاري حديث رقم (( 3483 )) ورقم (( 3496 )) وأخرجه الترمذي كتاب فضائل الصحابة رقم (( 3787 )) وقال حسن.
ثبات النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر يوم حنين :
وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ثم قال : أين أيها الناس هَلموا إلي, أنا رسول الله, أنا محمد بن عبد الله, قال شيء حملت الإبل بعضها على بعض, فانطلق الناسُ, إلا أنه قد بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفرٌ من المهاجرين والأنصار وأهل بيته, وفيمن ثَبتَ مع من المهاجرين أبو بكر وعمر رضى الله عنهما, ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباسُ بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحرث وابنهُ والفضلُ بن العباس وربيعةُ بن الحرث وأسامة بن زيد وأيمن بن أم أيمن بن عبيد, قُتل يومئدٍ .. سيرة أبن هشام (( 4 / 58, 59 )) وأخرجه الإمام أحمد (( 3 / 376 )) والبيهقي في دلائل النبوة (( 5 / 120, 126 )) والطبري في تاريخه (( 3 / 74 ))